مشاركة # 1 | 5:47 PM
| |
كان رسول الله قوى الشخصية زكياً فطناً , شديد اللحظ , جميل الخلق , كريم الصفات , اثنى عليه ربه سبحانه

و تعالى وقال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم } (4) سورة القلم.

كان لايؤمن بدين قومة و كان يميل إلى الوحدة بعيداً عنهم , و كان غالباً ما يعتزل أسرتة من وقت لأخر ليتفكر فى خلق

السماوات و الأرض والجبال و الشجر و كان دائماً ما يذهب إلى غار

حراءبجبل صغير لا يبعد عن مكة كثيراً و كان يذهب وحده ويوجه نظره إلى الكعبة مكان العبادة و يتفكر فى خلق الكون

و كانت السيدة خديجة رضى الله عنها تعينه على ذلك و ترسل له الطعام فى الغار و كان ذلك قبل أن يبلغ الأربعين عاماً

من عمره , فتعود من صغره على العمل و التفكر و حسن الخلق و كان أمُى لا يعرف القراءة ولا الكتابة و لكن علمه ربه

فأحسن تأديبه فأصبح اكبر و افضل معلمى البشرية

---------------------------------------------

نشأة الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و فترة شبابه:

إقتضت حكمة الله تعالى أن لا يرسل رسولاً إلا و راعى غنم و لعلها أولى مراتب مدرسة النبوة , فالحق سبحانه و تعالى

يدرب رُسله على رعاية الرعية برعى الغنم أولاً , لأن الغنم مجتمع و أمة فيهم القوى و فيهم الضعيف و الشقى و الوديع

و الصحيح , فإذا ما رعى الراعى ووفق بين هذة الأنواع فى الأغنام , فإنة لا يستطيع أن يوافق بين الرعية من بنى الإنسان

على إختلاف صنوفهم و عقولهم و أفكارهم و التعامل مع كل نوع بما يناسبه , و قد رعى رسول الله الغنم مثل من

سبقوه من الأنبياء ,و عندما صار شاباً يافعاً , سافر مع عمه أبى طالب فى رحلات تجارية إلى الشام و نظراً لأمانتة و

صدقه قام بعده رحلات تجارية إلى الشام ثم قام بعدها برحلات خاصه لحساب السيدة خديجة بنت خويلد , و هى

أرملة ثرية , و سيأتى تفصيل ذلك بإذن الله تعالى . و قد تعلم الفروسية و فنون القتال فى شبابة كعادة شباب العرب

بعيداً عن مجالس الخمر و لعب الميسر و كان يكره الأصنام الموجودة حول الكعبة , و من شمائله يوم الحجر الأسود

حينما تصارعت القبائل و تنازعوا فى وضع الحجر أثناء تجديد الكعبة , كل قبيلة تريد أن تظفر بوضع الحجر الأسود

( و هو حجر من الجنة ) و كادت تقع فتنة كبيرة و يشتعل القتال فأجتمعوا أمرهم أن يحتكموا لأول داخل عليهم فكان

هو محمد وبفطانه النبوه و رجاحه عقل الأذكياء , يقرر أن يضع الحجر الأسعد فى عباءته و تأخذ كل قبيلة بطرف منها

, و بذلك تكون كل قبيلة قد ساهمت فى وضع الحجر , و أخمد نار الفتنة .


 توقيعي: